Search
Close this search box.

الحكاية خلف فيلا Esorus

داليا لاز تروي لنا كيف غيرت منظور السوق من خلال "عين حورس"

,
Design Solution - Dalia Laz

بين الخضرة والصفاء، في قلب المعادي. ستسير هائماً بين الشوارع والميادين تتساقط عليك أوراق الأشجار حاملة عبير الحي الدافئ، إلى أن تحملك قدماك لتدخل فيلا ايسورس Esorus. تحفة معمارية تهيم فيها بين دفئ الحديقة التي لا تدعوك لمغادرتها وجمال التصاميم الداخلية، ستسحرك بكل المقاييس. تدب الحياة في كل صباح بين جدران الفيلا مستقبلةً الموظفين والعمال والزائرين، وداليا، ملهمة مشروع Esorus، التي سترى بصمة تصاميمها المبتكرة في كل زاوية في المكان.

داليا لاز، مهندسة معمارية قررت تغيير النظرة التقليدية للعمران والديكور في السوق المصري، مكونة شبكة واسعة تجمع المصنعين والموردين بمهندسي الديكور تحت ظلال منصة واحدة تسعى لتطوير السوق وتخدم المستهلك، ايسورس Esorus. وأجرينا حديثاً ممتعاً مع لاز كشفت لنا فيه عن الحكاية وراء ايسورس، كيف بدأت، ومعنى الإسم، وكثير من التحديات والنجاحات احتضنتها جدران الفيلا منذ البداية.

بعد التخرج من كلية الهندسة قسم العمارة، سافرت داليا مدفوعة بشغف تصميم الديكور الداخلي للعمل بالمجال في إحدى الدول العربية، فقالت لاز ل ELLE: “وجدت كل من هناك يمدحون في صناعة الأقمشة والسجاد المصري، ولدى سماعي رغبتهم في وجود تلك المصنوعات عالية الجودة داخل صالات وحجرات الفنادق الفاخرة، بدأت في التفكير والتواصل مع مصنعي الأقمشة والسجاد المعروفين في مصر للتعاون التجاري”. و أضافت “هنا أدركت الثغرة، لأنني عندما كنت أرشح لهم مصممين جيدين لم أكن أملك توثيقاً لأعمالهم ومشروعاتهم”. وهنا أدركت داليا الفجوة التي لا يمكن سدها إلا بوجود حلقة تواصل بين المُصنعين ومهندسي الديكور، تبرز جودة تصنيع الأول وبراعة تنفيذ وانتاج الأخير، في صورة مكتملة الأركان تمثل مرجعا لكل من يسعى لتنفيذ مشروعاً تخرجه ايدي مصرية.

“بعد عام من عودتي إلى مصر استرجعت الأمر مرة ثانية وبدأت أبحث فيه جدياً، وفي بداية 2019 استأنفت التنفيذ، حيث قررت إنشاء منصة إلكترونية تعمل كشبكة واسعة تضم الموردين والمُصنعين والمصممين وهنا وُلدت فكرة ايسورس Esorus“.

وفكَت لاز شفرة الإسم الغريب والمثير للمشروع ل ELLE فقالت: “أما اسم ايسورس فهو يحمل في باطنه معنيان، الأول هو (E-sourcing) تُختزل ب Esorus، أي تسهيل إتاحة المصادر عبر منصة إلكترونية تجمع كل ما يتعلق بالديكور والعمارة”. والمعنى الثاني كان أكثر إثارة، وهو يفك شفرة Esorus بكلمتان “Eye of Horus”، أي عين حورس، وهو رمز مصري قديم لإله الشمس. وعلقت داليا على المعنى الثاني قائلة “أردت خلق عنصر مصري في الاسم وحتى في اللوجو”.

“تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن”.. مثل عربي قديم نتداوله خلال الأحداث التي تقع دون سابق إنذار تعطل خططنا ومسيرتنا. هذا هو ما حدث مع القائمة على مشروع ايسورس Esorus، التي سعت جاهدة في عام كامل تقدم فكرتها في السوق وتجمع شبكة من الموردين لتكمل الحلقة المتصلة للعمارة والتصميم. حيث قالت لاز ل ELLE “أمضيت عام كامل كان شغلي الشاغل فيه هو توعية السوق بالفكرة وتفهيم الموردين أهمية إدراج معلومات مفصلة عن منتجاتهم كي تكون مرجعاً مفيدا وقاعدة معلومات يجدها كل مستفيد عند البحث”. وأكملت “لكن بحلول مارس 2020، وتصادف أنه كان الوقت الذي قررت فيه جلب استثمارات للمشروع وتوسيع شبكة المنصة والانضمام إلى المعارض المتعلقة بالمجال، حدثت جائحة كورونا فعطلت مشروعاتنا التي كنا نخطط لها”.

ولكن داليا لم تقف عند أول امتحان، وعزمت على استكمال المشروع بتعديلات جعلته ما هو عليه اليوم. “مع أزمة كورونا طرأت لي فكرة مبادرة (Design-to-go) تُدرج كبار المصممين ضمن شبكتنا، يقدمون استشارات فنية تخص الديكورات المنزلية للجمهور المهتمين بالأمر”. وقد أسهمت هذه المبادرة في توعية الجمهور بإيسورس Esorus والخدمات التي تقدمها، بل وأسهمت بشكل كبير في شهرة العلامة حتى يومنا هذا. “لم تهدف هذه المبادرة للربح، بل هدفت إلى تبادل الخبرات والاستشارات في السوق وفي هذا كانت مثمرة جداً لأنها كانت تبث في صورة حلقات مباشرة Live streaming، كما مثلت فرصة للأجيال الأصغر للتعلم من المصممين المخضرمين، وبالتأكيد ساهمت في معرفة اسمنا بين سوق المجال”.

لم تكن جائحة كورونا هي التحدي الوحيد الذي واجهته إيسورس Esorus، حيث قالت داليا عند سؤالها عن التحديات وكيف عالجتها: “بالتأكيد واجهنا تحديات عدة، ولكن التحدي الأكبر بالنسبة لي كان جلب مختلف المُصنعين والموردين والمصممين ليعملوا سوياً، وتوعيتهم بالفائدة العائدة عليهم من الأمر”.

ضريبة النجاح.. دائماً ما نسأل عن الجوانب السلبية التي تأتي مع النجاح، وسألنا داليا عن ضريبتها، وإذا ما أثر شغفها للعمارة ونجاح مشروعها على حياتها الاجتماعية والشخصية. وكان رد لاز ل ELLE: “تحقيق التوازن بين العمل والحياة هي معادلة صعبة جداً، ولم أتمكن من تحقيقها إلا بعد وقت طويل و من خلال الممارسة والمثابرة”. وأضافت: “وضع حدود، وتنظيم الوقت، والانتباه، وترتيب الأولويات هم كلمات السر التي أعانتني على تحقيق تلك المعادلة الصعبة”. وأنهت “أأمل أن من خلال نجاحي في العمل ونجاحي كأم أن تعرف كل امرأة قدرتها على تحقيق توازن الحياة مع العمل”.

مشاركة المقالة

مقالات ذات صلة

اشترك في النشرة الإخبارية المجانية للحصول على دليلك لاتجاهات الموضة ونقاط الحوار الثقافية وأخبار المشاهير والنصائح الحصرية.