حين توفيت الأميرة ديانا ودودي الفايد في 31 أغسطس 1997، أصبح اسم محمد الفايد معروفًا حول أنحاء العالم، فأمضى السنوات التالية حتى وفاته يوم الأربعاء 30 أغسطس، في حداد على خسارته ، وحَمّل العائلة المالكة البريطانية مسؤولية الحادث.
بداية حياته
ولد في الإسكندرية باسم محمد فايد، وكان الأكبر بين خمسة أشقاء. بدأ حياته المهنية في بيع المشروبات الغازية وماكينات الخياطة. ثم جاءت فرصته الكبيرة في عام 1952 عندما التقى المليونير السعودي عدنان خاشقجي؛ فحقق الفايد نجاحًا كبيرًا في شركة استيراد خاشقجي في جدة والتقى بأشخاص مهمين في الخليج ولندن.
في عام 1954، تزوج من سميرة شقيقة عدنان -والدة دودي-، وفشل الزواج بعد عامين، مما جعله يخسر منصبه في شركة صهره.
الصعود
بحلول عام 1960 أصبح رجلًا ثريًا، فتضمنت أعماله صفقات مع بابا دوك دوفالييه، ديكتاتور هايتي سيئ السمعة. كما أسس شركة الشحن الخاصة به في مصر وأصبح المستشار المالي لسلطان بروناي.
وعندما انتقل إلى المملكة المتحدة في عام 1974 أضاف Al إلى اسمه وبدأ يظهر في الأخبار. خاصة في عام 1979 عندما اشترى مع شقيقه علي فندق ريتز الشهير في باريس.
اشترى أيضًا قصر Balnagown في المرتفعات الاسكتلندية، وقصر Surrey، ومبنى سكني في Park Lane، وجزء من مركز روكفلر في مانهاتن، وعقار St.Tropez.
وقد لاقى الفايد ترحيبًا كبيرًا في باريس بعد قيامه بتبرعات سياسية وقام أيضًا بتأجير وترميم المنزل السابق لدوق ودوقة وندسور.
في عام 1980 هزم مجموعة Lonrho في معركة شراء هارودز، مما أثار عداء مع رئيسها Tiny Rowland؛ وقد أدلى تقرير لوزارة التجارة والصناعة عن الخلاف في عام 1990 أن عائلة الفايد كذبت بشأن خلفيتهم وثروتهم.
انتهى الخلاف مع رولاند في عام 1993، لكنه ربما كان هذا أحد أسباب رفض منح الفايد الجنسية البريطانية حيث اعتبر القرار إهانة لكرامته.
اشتكى في ذلك الوقت قائلًا: لماذا لا يعطونني جواز سفر؟ أنا أملك هارودز وأوظف آلاف الأشخاص في هذا البلد.
أصبح هارودز منزله الثاني حيث يمكن أن تجده في كثير من الأحيان يمزح مع العملاء. وفي عام 2010 بعد أشهر من إنكار أن هارودز معروض للبيع؛ باع الفايد الشركة إلى شركة قطر القابضة مقابل 1.5 مليار جنيه إسترليني، وتم إنفاق ما يقرب من نصف هذا المبلغ لتصفية ديون الشركة.
يُذكر أنه امتلك أيضًا نادي فولهام لكرة القدم من 1997 إلى 2013.
حاول الفايد لسنوات الاقتراب من العائلة المالكة من خلال رعاية أحداث مثل عرض وندسور للخيول، كما أصبح صديقًا لرين سبنسر -زوجة أب الأميرة ديانا-، وعينها مديرة لشركة تابعة لهارودز.
المأساة
التقت الأميرة ديانا لأول مرة بدودي الفايد في مباراة بولو عام 1986 في وندسور حيث لعب فريقه ضد فريق الأمير تشارلز. ولكن بدأت علاقتهما الرومانسية بعد 11 عامًا عندما دعا محمد ديانا لقضاء إجازة في منزله في سانت تروبيز. كانت علاقتهما قصيرة ولكنها انتشرت في كل الأخبار حتى وفاتهما المأساوية في 31 أغسطس 1997 في باريس.
وجدت هيئة محلفين التحقيق في عام 2008 أن الأميرة ديانا ودودي فايد قتلا بشكل غير قانوني بسبب إهمال سائقهما هنري بول وبسبب المصورين. ولا يزال الفايد يشعر بالمرارة لوفاة ابنه، ومَوّل فيلمًا وثائقيًا عام 2011 بعنوان (القتل غير القانوني) يروي نظريات المؤامرة حول حادث باريس. وعلى الرغم من عرضه في مهرجان كان السينمائي إلا أنه لم يسمح بعرضه للجمهور.
العائلة
توفي محمد الفايد تاركًا وارءه زوجته الثانية هايني -وهي عارضة أزياء سابقة من فنلندا تزوجها في عام 1985- وأطفالهما ياسمين وكريم وكاميلا وعمر.
صنعت ياسمين الابنة الكبرى اسمًا لنفسها كمصممة أزياء ناجحة عندما أطلقت علامتها التجارية ياسمين دي ميلو في عام 2003، وهي أيضًا رئيسة علامة الأزياء عيسى لندن، التي اشتهرت عندما ارتدت كيت ميدلتون أحد فساتين الترتر خلال ظهور ملكي.
بعد العمل في هارودز، وفي مجلة فوغ البريطانية في لندن، وكمساعدة لآنا وينتور في نيويورك، أصبحت كاميلا ابنة محمد الصغرى الآن مالكة فخورة لمطعم Farmacy وهو مطعم نباتي في نوتينغ هيل يسير على غرار فلسفة الطبيب اليوناني أبقراط المتمثلة في جعل (الطعام دواءك، والدواء طعامك).
كان كريم الابن الأكبر يعاني من التهاب السحايا وهو أصم منذ أن كان طفلًا صغيرًا. وقد أحب الفنون البصرية واهتم بالتصوير الفوتوغرافي في سن الحادي عشر. في عام 2010، أطلق أول معرض له على الإطلاق للمناظر الطبيعية البانورامية، من المرتفعات الاسكتلندية إلى البرية الأمريكية.
عمر، الأصغر سنًا، هو الرئيس التنفيذي لشركة Estee، ومقرها في سويسرا وبريطانيا، والتي تدعو إلى استكشاف الإنسان للفضاء واستعماره، وكذلك التنمية البشرية المستدامة داخل المحيط الحيوي. وهو أيضًا المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة EarthX وهي شركة لتصوير البيانات ورسم الخرائط تستند إلى مشروع World Wind التابع لناسا.
الوداع
أقيمت الجنازة في مسجد لندن في ريجنت بارك. وتم دفن الفايد بجوار ابنه دودي في ضريح العائلة في بارو جرين كورت في أوكستد، ساري.
